الأطباء والمهندسون السعوديون العاطلون- أزمة ثقة أم عقدة أجنبي؟
المؤلف: خالد السليمان08.14.2025

إني لأعجب كل العجب كيف يقاسي أطباء ومهندسون سعوديون مرارة البطالة، في حين أن وزارة الصحة والمستشفيات المتخصصة والعسكرية تئن من وطأة النقص الحاد في الكوادر الطبية وتواصل التعاقد بلا انقطاع مع فرق طبية وتمريضية وعلاجية أجنبية، حتى غصت أروقتها بالأطباء والممرضين والمعالجين من شتى بقاع الأرض!
ما العلة التي تعتري الطبيب والمهندس والممرض والمعالج السعودي؟ هل بات لزاماً عليه تغيير لون ملفه التعريفي ليحظى بفرصة سانحة؟ بل يكاد المرء يجزم بأن سيرته الذاتية التي يرسلها عبر البريد الإلكتروني تظهر لدى مسؤولي التوظيف بلون الملف التعريفي الأخضر!
هل المشكلة تكمن في الكفاءة والجدارة؟ لا أظن ذلك مطلقاً، فالدليل القاطع يكمن في أن العديد من الأطباء والمهندسين العاطلين يحملون أرفع الشهادات من أعرق الجامعات السعودية والعالمية، بل إن بعضهم نال التكريم والتقدير لتفوقه الدراسي أثناء دراسته أو ابتعاثه!
هل الخبرة هي المعضلة؟ وكيف السبيل إلى اكتساب الخبرة دون منحهم فرصة العمل؟ وأي خبرة يمتلكها ذلك الجيش الجرار من الكوادر الأجنبية، الذين تسبب بعضهم في أخطاء جسيمة في عمله، بل إن بعضهم قدم إلى أرضنا ليكتسب الخبرة على حسابنا، والأدهى من ذلك أن جل قضايا الأخطاء الطبية والهندسية تقع على عاتق الأجانب!
هل مرد الأمر إلى تفاوت الأجور؟ لا أستطيع الجزم بذلك، فالعديد من الأجانب ينعمون في القطاعين الطبي والهندسي برواتب ومزايا تفوق ما يتقاضاه الوزير السعودي نفسه!
إنها بحق أزمة ثقة متأصلة وعقدة استعلائية تجاه كل ما هو أجنبي!